تطور الفكر الإداري
تم التطرق في هذا الدراسة إلى الإدارة بصفة عامة، والتي تعني هذه الأخيرة تحقيق الأهداف المسطرة لأي منظمة كانت باستغلال كل الموارد البشرية والمادية المتاحة بأسلوب علمي يوفر أقل جهد بأقل تكلفة.
كما تم التطرق إلى مختلف الاتجاهات والنظريات التي تناولت الإدارة والانتقادات الموجهة لها، انطلاقا من الاتجاه التقليدي الذي ينصب اهتمامه على العمل والإنتاج دون الاهتمام بالعامل، ويتمثل هذا الاتجاه التقليدي في: (نظرية التنظيم العلمي للعمل "لـِ فريدريك تايلور") (نظرية التنظيم الإداري أو النظرية الكلاسيكية للتنظيم "لـِ فايل")، (نظرية النموذج المثالي للبيروقراطية " لماكس فيبر")، (نظرية اتخاذ القرار "لـِ هربارت سيمون")، ثم الاتجاه الإنساني الذي اهتم بالعامل كفرد مرتبط بالحوافز المادية وإشباع حاجاته الذاتية مع الإشارة إلى بعض نظريات الدوافع والتي ساهمت في تدعيم الاتجاه الإنساني ومن بينها:
أولا: نظرية 'ماسلو' لترتيب الحاجات فقد أكدت هذه النظرية على ضرورة إشباع الحاجات المتنوعة للفرد، وبمقدار إشباعها تكون زيادة فاعلية وإنتاجية الفرد.
ثانيا: نظرية 'ماكريجور دوجلاس' التي أكدت على ضرورة التعرف على طبيعة الأفراد، واستخدام الأسلوب المناسب لدوافعهم وتفعيلهم في ضوء طبيعة الموقف وأن نجاح التنظيم الإداري إنما يعتمد على تحرير الطاقات الكامنة لدى الأفراد، وإظهارها في خدمة أهداف المؤسسة.
ثالثا: نظرية 'هيرزبرج' التي أكدت على عوامل الدافعية والمحفزات والإنجاز، والتقدير، ونوعية العمل نفسه، والمسؤولية، والتقدير الشخصي، وذلك لدفع العاملين للعمل وحفزهم وتوفير ظروف عمل جيدة لضمان جدية العمل.
رابعا: نظرية التوقع ' لـِ فيكتور فروم ' التي أكدت على ضرورة توفير البدائل المختلفة للفرد وتوفير الحوافز الكامنة فيه لمحاولة التوفيق بين ما يتوقعه الفرد وما يحصل عليه.
بالإضافة إلى الاتجاه التنظيمي الذي جاء كوسيط بين الاتجاه التقليدي والإنساني للإدارة.
واتجاه النظم الذي نظر إلى الإدارة على أنها نظام مفتوح يتفاعل مع الظروف والبيئة الداخلية والخارجية على حد سواء.
إضافة إلى الاتجاه التوافقي الذي ركز على طبيعة الموقف وظروفه، فطبيعة العمل ونوع التكنولوجيا والظروف المحيطة وطبيعة العاملين، هو الذي يحدد الأسلوب الأمثل للإدارة.
ثم الاتجاهات الحديثة للفكر الإداري وتتلخص في نظرية (z ) " لـِ وليام أوتشي " والتي تنص على التوظيف المتخصص مدى الحياة، وجماعية اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، والثقة والعناية بجميع العاملين.
كما تم التطرق إلى أهمية الإدارة بصفة عامة، التي أصبحت أسلوبا رائدا في تطوير المجتمعات في كل المجالات، حيث أصبحت الإدارة تسير جنبا إلى جنب مع التكنولوجيا، فكل تقدم يعود إلى الإدارة، وكل تخلف مرده إلى الضعف الإداري.